الأربعاء، 13 مارس 2013

سلسلة فضة



       سلسلة من الفضة الإيطالي مكومة داخل دبلة صغيرة موضوعة علي منضدة . هذا الشكل يمكن أن يوصف بالإعتيادي عند الكثيرين ولكنه لم يكن كذلك هذه المرة . فلم يتكون هذا الشكل من تلقاء نفسه ولكنه بفعل فاعل !!!

فاعل يكتشف في كل لحظة من لحظات حياته أنه مصاب بشئ داخلي . يشبه المرض ولكنه ليس مرض عضوي . فاعل لا يعرف حقيقة نفسه ، كان يظن أنه من القليلين الذين أبتسم لهم هذا الزمان البغيض البائس وأعطاه شيئاً يحسده عليه الجميع ، لم  يكن يوماً إلا شاكراً وحامداً عليه . ولكنه تدريجياً كان يكتشف جزءاً من الحقيقة التي كان دوماً يحاول الهروب منها . حقيقة كانت تكتشف أمامه في كل يوم وفي كل دقيقة ولكنه كان كالأعمي في ليلة كان الناس كلهم فيها مبصرون .

 كان يبصر ولكن غابت عنه البصيرة . كان يري ويحس ويعرف ولكنه كان يختبئ بين هذه الأوهام المسماه بالطيبة والصدق والحب والصداقة . لم يكن يعرف انه كل يوم كان يهرب من الحقيقة ، التي تحولت سريعاً لجمرة من النار المختبئة أسفل كوم من الرماد المحترق الباهت الذي يتمثل في محاولة الاختباء من الحقيقة . كان يكذب نفسه دوماً وفي كل يوم كانت الحقيقة تظهر أكثر فأكثر .

إستيقظ صاحبنا من النوم يوماً وكان الجو حاراً جداً . لم يستقيظ من حرارة الجو ولكنه إستيقظ علي حقيقة كانت تلامس خصلات شعره الجميل برقة ونعومة حتي ايقظتة في لطف من نومه او يمكن من غفلته . ايقظته وهي تهمس في اذنيه برقه فيها بعضاً من الاستهزاء والبرود وقالت له إن حبيبته القديمة قد ذهبت ... ... "... ...." هذه المدينة الجميلة التي كان يكثر فيها ....... و ..... 

مدينة لم يكن يحبها لانه كان يتعب بداخلها ولكنه هو وحبيبته كانوا يتمنون أن يذهبوا اليها يوماً ما سوياً . ولكن كانت توقفهم في كل مرة عقبة كبيرة ليست الرهبة وحدها ولكن هذا الشيطان الذي يسمي المال .

 نعم كان صاحبنا فقيراً أو ما يسمونه بتلك التسمية التي يطلق عليها " الطبقة المتوسطة " هذه التسمية التي يضحكون بها علي كل من تكبل الاموال أحلامهم وتعرقلها كالجنازير المتوحشة المؤلمة التي تكبل العبيد عن الحركة  . تكلم معها واتفقا علي الذهاب الي هذه المدينة التي كان يعجز صاحبنا بالطبع علي الذهاب اليها ولو لمرة واحدة في العمر. كانت تتوسل وتتودد اليه كثيراً ولكنه كان يرفض دائماً .

 ذهبت فرحه. فهذه هي الفرصة الوحيدة المناسبة لتحقق ما كانت تحلم به ؛ فهذا الكائن البغيض الفقير المعقد قد إبتعد عنها وذهب الي وادي آخر بلا رجعة . صاحبه لم يقل له شيئاً إلا صدفة بعدما رجعا . تعجب كثيراً صاحبنا المسكين ولكنه لم يتكلم بل ولم ينطق بأي كلمة ولو صغيرة للحظات ثم بدأ يسترجع عقلة وساله لماذا لم ...... ؟! قال ......... وبعدين ما انت .... ...... ... هتفرق معاك ايه ؟!
لم يبدي اي إعتراض او تعليق علي كلامه المستفز ولم يتكلم فقد اصابته الصدمة ولكن وجهه بان عليه اثر تلك الصدمة - ولكن صاحبه تظاهر بعدم الملاحظة - فلم يكن يتوقع ان يحدث معه ذلك في يوم من الايام وعلي يد من !!!

إبتعد فترة وفكر قليلاً وإستعجب من هذا الزمان وضحك ضحكة فيها شيئاً من السخرية والإستهزاء من حاله وإستعجب من هتان الصدفتين اللعينتين اللتين تصادفا مع الحادث الاليم !!!
فأنه كان في نفس الوقت يكلم ..... ..... ليتفق معها علي موعد للمقابلة ولكنه لم يكن يريد ان يذهبا الي تلك المدينة الملعونة التي ذهب صاحبه اليها ولكنه كان يريد ان يلطف الجو بينهما ويفعل لصاحبه مفاجأة حتي يرجعا معاً كما كانو . 
مركب شراعي صغير في وسط البحر يدفع هو ثمنه ،  عليه فتاته الجميلة واقفة وناظرة في إشتياق وحب . مرتسم علي وجهها اكمل معاني السعادة والانتظار والاشتياق والرهبه التي سوف تنتهي في بضع دقائق بمجرد وصوله وهذا كله بسبب صاحبنا . يالها من حماقة القدر القذرة !!!
والصدفة المضحكة الثانية هي تلك المشاعر التي إنتابته قبل الحادث بيوم . هذه المشاعر التي كانت تعبر عن الإشتياق واللهفة علي حبيبتة ومراجعة نفسه فيما فعله من قبل . ولكن !!!


فليبقي كل في مكانه ولتعود تلك القذارة الي مكانها الملعون وتختبئ بقذارتها داخل هذا المكان المليئ بالذكريات العفنة . وتسحق تلك المحبة والصداقة الوهمية . ولينعم صاحبنا بتلك الحقائق التي كان غافلاً عنها . فتلك السلسلة الحقيرة أصبحت اغلالاً علي عنقه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
kamaladh